فترة التجربة تشبه الدقائق الأولى من أي فيلم: الجميع يحاول أن يفهم من أنت، وكيف تعمل، وهل تناسب فعلاً هذا المنصب. قد تبدو هذه المرحلة مقلقة، لكنها أيضًا فرصة رائعة لتُظهر قدراتك وتثبت نفسك. والسؤال المهم هو: كيف تتجاوزها بنجاح وبدون ضغط زائد؟
بصراحة، عندما مررت بأول فترة تجربة في حياتي المهنية، كنت متحمسًا ومتوترًا في نفس الوقت. دائمًا هناك تلك الأسئلة التي تدور في الرأس: "ماذا لو أخطأت؟ ماذا لو لم أكن بالمستوى المطلوب؟"
لكن مع الوقت، اكتشفت أن فترة التجربة ليست اختبارًا قاسيًا، بل مرحلة تعارف بينك وبين الشركة. هم يريدون أن يعرفوك، وأنت أيضًا تحتاج أن تفهم بيئة العمل وثقافتها.
لا أحد ينتظر منك الكمال، بل ينتظرون أن يروا رغبتك في التعلم، جديتك، وقدرتك على الاندماج. وأحيانًا، هذه التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق.
خطوات عملية للنجاح في فترة التجربة
1. افهم التوقعات منذ البداية
اسأل مديرك بوضوح:
- ما أهدافي خلال هذه الفترة؟
- ما الأولويات الأساسية؟
- ما النتائج التي يتوقعون رؤيتها؟
- وضوح الطريق يساعدك على التركيز والتقدم.
2. راقب وتكيّف
لكل شركة ثقافتها الخاصة وطريقتها في العمل.
راقب طريقة التواصل، واتخاذ القرارات، وإيقاع العمل.
القدرة على التكيّف تمنح انطباعًا قويًا.
3. لا تتردد في طرح الأسئلة
السؤال الصحيح أفضل بكثير من ارتكاب خطأ بسيط كان يمكن تجنّبه.
إظهار فضولك ورغبتك في الفهم يعطي صورة إيجابية عنك.
4. أظهر الحماس والالتزام
الحماس يظهر في التفاصيل:
- الالتزام بالمواعيد
- أخذ المبادرات
- تقديم اقتراحات
- الحفاظ على طاقة إيجابية
- هذه الأمور الصغيرة تترك أثرًا كبيرًا.
5. اطلب التغذية الراجعة
اسأل من وقت لآخر: "هل أسير في الاتجاه الصحيح؟"
هذا يعكس نضجك المهني ورغبتك في التطور.
6. كوّن علاقات جيدة
الجانب الإنساني مهم جدًا.
تحدث مع زملائك، كن ودودًا، وشارك الآخرين.
الاندماج داخل الفريق عامل أساسي لنجاحك.
7. كن نفسك
لا تحاول لعب دور مثالي.
كن محترفًا، جادًا، وطبيعيًا.
إذا كان المكان مناسبًا لك، ستنجح دون أن تضطر للتصنّع.
في النهاية، النجاح في فترة التجربة لا يعني أن تكون بلا أخطاء، بل يعني أن تكون مجتهدًا، قابلًا للتعلم، ومستعدًا للتكيف. ومع التركيز والمثابرة، يمكنك تحويل هذه الفترة إلى خطوة أولى قوية في مسارك المهني.
